مقابلة جرت بين الداعي مرعي الحمدو مع شيخ من عائلة السبسبي في محافظة حماة وهذه هي:
كنت أحضر دائماً إلى قرية "اللطامنة" ويحضر الشباب وتبدأ المناقشة وكنت أقدم لهم أسئلة, لا يستطيعون الجواب عنها,
وكان هناك حاج يدعى "الحاج سطّام" شيخ القرية فمنعهم من المناقشة معي .
وفي أحد السنين كنت ضامن "مقتاية" وهي أرض مزروعة بنبات اليقطين أو القرع, تبعد عن قرية اللطامنة مسافة ساعة وبينما كنت جالساً مساءً
ومعي بعض "الضمّانة" وإذ بخيال راكب على بغلة وقال: يا سيد مرعي إن الحاج سطّام يدعوك للحضور إلى القرية حالاً,
وإذ بأهالي القرية مجتمعين, ويجلس معهم شيخ فرحّب الحضور بي وقالوا: أهلاً بالسيد مرعي,
وإن الشيخ الذي يجلس معهم من مدينة حماة من عائلة السبسبي يحضر في كل موسم إلى البيدر ويجمعوا له القمح ويرشدهم ويوجههم
وقد شكا له الحاج سطّام قائلاً: عندنا رجل علوي ضمّان مقاتي يحضر بيننا ويناقشنا ونناقشه بالدين ولكن لا نستطيع الوقوف أمامه,
فقال لهم: احضروه حتى أخرجه عن دينه.. وكان هناك رجل يدعى "جميل" وقد كان صديقاً لي ويخبرني دائماً عما يتحدثون عني,
وعندما وصلت وسلمت إلى الشيخ, جلست بجانبه, فرفع الحضور أبصارهم إلي وقالوا: اشتقنالك ويوجد عندنا فضيلة الشيخ فقلت: "لنا الشرف"
ثم التفت إلي الشيخ وقال: أهلاً بك لقد شكروك الجماعة, وقالوا لي عنك أنك عالم فأحببت مشاهدتك,
فقلت له: وأنا بدوري أشكر الحاج سطّام الذي أتاح لي هذه الفرصة لمعرفتكم,
فقال: وأنا أريد أن أسمع مما مَنَّ الله عليك من تلك المعرفة والعلم, فهل عندك مانع,
فقلت له: أنا يا سيدي أعيش مع الفلاحين ولا قدرة لي على العلماء ولكنني أحب أن أستفيد منكم إن تكرمتم,
فقال: يا أخي مرادي أن أسألك أسئلة عديدة ويكون البساط أحمدي بيننا فقلت له: تفضل اسأل ما تريد,
ثم قال: أولاً ما السبب الذي انفصلتم به عنا نحن الإسلام حتى صرتم علويين ونحن "سنة" وأنتم تعلموا كيف كان الشذوذ والخروج
فهل جاءكم نبي جديد أو وجدتم هذا غير حق فما هو السبب؟
ثانياً: ما هو السبب حتى صرتم تشتموا الشيبتين وهل وجدتم منهم تغييراً في الدين والسنة النبوية أو خرجوا عن طاعة الله؟
ثالثاً: لماذا النساء عندكم محرومة العدالة والدين والاجتماع؟
رابعاً: ما الدليل على تفضيل علي على الخلفاء الثلاثة وقد كان أصغرهم ورابعهم بالخلافة؟
خامساً: ما الدليل على هذا التقميص الذي تدّعوه؟
هل لكم وحدكم أم لعموم الناس؟
سادساً: ما هذا الدين الذي اعتنقتموه سراً عن نبي مرسل غير النبي محمد (ص)؟
سابعاً: ما الدليل عندكم على ألوهية علي بن أبي طالب؟ مع أن الله عز وجل قال: قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد؟
هذه أسئلتي وتفضل بالإجابة؟
فقلت له: يا سيدي "قد أفلح من زكاها, وقد خاب من دساها"
فقال: صدق الله العظيم,
فقلت له: كل سؤال تسأله باسم السنة جميعاً وكل جواب مني باسم العلويين جميعاً,
قال: نعم,
قلت: أما سؤالكم عن التفرقة والشذوذ عن الحق والدين الحنيف والانفصال عن الجماعة, وهل جاء نبي جديد أو وجدنا هذا الدين غير حق,
فقولك هذا خطأ وافتراء فنحن لم نجد غير دين الحق ودين سيدنا محمد (ص), ولم نعتنق غير دينه الذي هو خير الأديان كلها,
ولم نغير ولم نبدل, ولك أن أبين صدق كلامي, الحقيقة أنكم أنتم الذي بدأتم التفرقة والشذوذ الظاهر وعلناً, فأنتم أول من شتم علي على المنابر ألف شهر, وشتمتم الحسن والحسين وفاطمة الزهراء,
الذي قال الرسول (ص): إن الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها, وأنتم من قتل أولادها بالسيف والسم وسبيتم ذراريها وبناتها عاريات الستور للفاجر والمنافق يزيد, ورؤوس أبنائها على السيوف, أما قال رسول الله (ص): "يا علي من أحبك أحبني ومن سبك سبني ومن أحبنا أحب الله ومن سبنا فقد سب الله"
أما قال الرسول (ص): "الحسن والحسين زهرة شباب الجنة وهم ريحانتي حبهم دين وبغضهم كفر"
أما شتمتوهم, أما قتلتوهم؟
جاوب يا سيادة الشيخ كان ذلك أم لا؟
قال: نعم كان ذلك من بني أمية خاصة,
قلت له: هل بني أمية والأمة التي وراء بني أمية والأمة التي كانت وراء بني أمية سنية أم علوية؟ فسكت, فقلت له: لماذا لا تجيب أما كان الشرط كل سؤال منك باسم كل السنيين, وكل جواب مني باسم العلويين؟
هل كانوا بني أمة غير الأمة الحاضرة من الشعب السني؟ جاوبني بالوجدان والضمير هل قاتلتموهم على هذه الأفعال المنكرة؟
جاوب, قال: هذا كله صحيح ولكن كانت ملمة بالإسلام وخطيئة واضحة لعموم الناس ومن بني أمية خاصة,
فقلت له عذرك مقبول هل الشعب السني ترك أو عادى أو رفض بني أمية أم اقتدى بهم وتسنن بسنتهم واقتدى بما سنوه وفرضوه؟
قال: لا بل كانوا أئمتهم وصلوا خلفهم واتبعوهم,
فقلت: صدقت ولكن قل لي يا سيادة الشيخ مَن الذي انفصل وشذَّ وخالف, نحن أم أنتم؟
نحن لا نزال على سنة الله ورسوله نحن شجرة الإسلام الأصلية, ونحن الأنصار والأوس والخزرج آمنا بالنبي محمد (ص), قبل كل الإسلام
وإلى عندنا هاجر كل من كان يؤمن بالله ورسوله, أما باقي هذه الأمة فقد أسلمت بحد السيف,
ثم تقول بأنا لنا دين خاص فينا فليس لنا دين غير دين محمد بن عبد الله وعلي بن أبي طالب,
فالأوقات خمسة والفروض معروفة لا تزيد ولا تنقص ركعة واحدة, ولكن يوجد طرائق وحقائق, فنحن نعلم الطرائق لأن رسول الله (ص)
علم علي الحقائق من الطرائق,
أما قضية النساء فنحن لا نكتم عنها شيء من الطرائق وليس عليها أن تتعلم الحقائق, هل امرأة صارت إمام أو نبي؟
أو هي لا تكتم أسرار زوجها ولا غيره وهذه الحقائق التي اختصها رسول الله إلى علي بن أبي طالب, واختصنا بها علي دون كل الناس
وهذا الاختصاص بأمر رسول الله ولا نبتدع ولا نقر إلا بدين محمد (ص), فصلاتنا صلاة السيد محمد وفروضها معروفة, وقت الصبح ركعتين, الظهر أربع ركعات,
العصر أربع ركعات, المغرب ثلاث ركعات, العشاء أربع ركعات, والنوافل استحباب, فهذه صلاتنا وهذا ديننا,
ولعنة الله على كل من يصلي غير صلاة سيدنا محمد, وأما قولك نشتم الشيبتين, نعم نحن وأنتم نشتم الشيبتين عن أمر سيدنا محمد (ص),
ذات يوم كان عمر بن الخطاب ذاهباً إلى الصلاة في مسجد رسول الله, فاعترض له شيخ ذو شيبة بيضاء في الطريق, وقال له: إلى أين يا أبا حفص؟
فقال له عمر: إلى الصلاة مع رسول الله، فقال له: لقد تأخرت وقد فضَّ مجلس رسول الله وانتهت الصلاة, فرجع عمر إلى بيته, فواجه رسول الله
وقال له الرسول (ص): لماذا لم تحضر إلى الصلاة يا عمر؟
فقال له عمر: لقد واجهني شيخ بالطريق وأنا ذاهب إلى الصلاة وأخبرني بانتهاء الصلاة, فعدت إلى البيت فقال له الرسول: أما عرفت من هذا الشيخ؟
فقال عمر: لا, فقال له الرسول: هذا أبو مر الشيطان إبليس الرجيم, وفي اليوم الثاني ذهب عمر إلى المسجد للصلاة فاعترضه ذلك الشيخ
ولكن في شيبة تختلف عن الأولى, حيث نصفها أسود, ونصفها الآخر أبيض, وقال: إلى أين أنت ذاهب يا عمر؟ فقال عمر: إلى الصلاة في مسجد رسول الله,
فقال له: لقد انتهت الصلاة ودعينا لك, فقبض عمر على الشيخ وجذبه بإذنه إلى باب المسجد وقال عمر: يا رسول الله هذا هو, فقال الرسول: بلى هذا هو الذي غشك ليلة أمس, ضع يا عمر أذنه تحت صيار الباب حتى نقضي الصلاة, فوضعها, فبقيت الناس ساجدة ولم يحب أحداً أن يرفع رأسه من السجود,
حتى قال رسول الله: يا عمر ارفع الصيار عن أذنه, فلو بقي تحت هذا الصيار عاماً كاملاً لرغب الناس بالسجود لله,
فرفع عمر الصيار عن أذنه وتركه, فقام الناس على أعمالهم وتركوا المسجد. وقد سن رسول الله الشتم عل هاتين الشيبتين,
ونحن والله العظيم لا نشتم إلا إبليس اللعين, فهل أنت تشتم ذلك أم لا. فقال الشيخ: نعم, ولكن أنتم تشتموا شيبة أبو بكر وشيبة عمر,
فقلت له: لا والله لا نشتم إلا شيبتي إبليس اللعين ولعنة الله على كل من شتم أصحاب رسول الله,
فقالوا جميعاً: آمين, ثم تقول: إننا نفضل علي على أبو بكر وعمر وعثمان هذا شيء مما لا شك فيه ولا ننكره,
بل نفضله على أهل السموات والأرض بعد النبي (ص), حيث قال الرسول (ص): "علي مني وأنا من علي"
وقال: "أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت من الباب", وقال: "محبة علي محبتي ومحبتي محبة علي ومحبة الله",
وقال: "علي أخي في الدنيا والآخرة", وقال عندما برز علي لمحاربة عمر بن ود العامري: "برز الإيمان كله إلى الكفر كله",
وقال: "والذي نفس محمد بيده إن ضربة علي إلى عمر تعادل عبادة الثقلين إلى يوم القيامة",
وقال (ص) يوم بيعة الغدير إلى علي في حجة الوداع وكان الحضور أكثر من مائة ألف نسمة,
فنادى وهو رافع يد علي بيده الشريفة: "من كنت مولاه فعلي مولاه الله وال من والاه وعاد من عاداه"
فقال له عمر: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة"
وقال رسول الله: "يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر"
وكل هذه الأحاديث لا يختلف عليها لذا فإن علي أفضل أهل الوجود بعد رسول الله,
أسألك أيها الشيخ هل هذه الأحاديث صادقة أم كاذبة,
قال: نعم هذا صحيح, فقلت: الحمد لله على إظهار الحق,
ثم سألتني أيها الشيخ عن التقميص فأنا أعترف وأقر بالتناسخ, وأنا أبين لك شواهد وأدلة على ذلك من كتاب الله وبالحجة العقلية
والأحاديث النبوية عن أئمة أهل البيت وعن محمد وعن جبريل وعن الله عز وجل لا بدعة ولا قياس
والشاهد من كتاب الله كقوله تعالى: "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم هم يحشرون",
وقوله تعالى: "يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك"
وقوله تعالى: "كونوا قردة خاسئين", وقوله تعالى: "ربنا أمتنا اثنتين, وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل من خروج إلى سبيل"
, فهذه بعض الآيات القرآنية وكثيراً من هذا القبيل, أما الحجة العقلية فكلنا نقر بعدالة المولى جل ثناؤه,
فمثلاً عن الذي يولد من بطن أمه أخرس أو أعمى أو أكسح أو مشوه ما ذنبه؟
وماذا عمل حتى خلقه الله تعالى على هذه الصورة وغيره يولد صحيح معافى, فما عمل هذا حتى يتنعم بالصحة وذاك بعكسه؟
هل يمكن أن نقول إن الله عز وجل غير عادل؟ يرحم هذا ويظلم هذا؟ حاشا لله أن يظلم أحد, "وما يظلم ربك أحد"
وعن الطفل الذي يولد مساء ويموت غداً أيذهب للجنة أم للنار؟
إن قلنا: للجنة سيذهب ابن المؤمن والكافر فالكفار يتمنون أن يموتوا أولادهم صغاراً حتى يذهبوا إلى الجنة,
وإن قلنا: يهبون بأعمال آبائهم, نكون قد خالفنا القرآن وشريعته "يوم لا تجزي نفس عن نفس ولا مولود عن والد",
وقال تعالى: "لا أنساب بينهم ولا هم يتساءلون" وقال تعالى: "وإن الله مولى الذي آمنوا والذين كفروا لا مولى لهم"
وهناك آيات كثيرة وشواهد وحجج عقلية, ونحن مؤمنون بالله ورسوله
ولكن لا نؤمن بأن رجل أكل وشرب وتروج ومات أن يكون ربنا وإننا لا نعبد بشراً ولا آكلاً ولا شارباً,
والله تعالى يقول: "قل هو الله أحد, الله الصمد, لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفواً أحد",
إذاً فنحن نعبد الله وحده لا شريك له أما التفضيل فإننا نفضل علي, لأن الله ورسوله فضله في مواقف عديدة لا تحصى,
مثل الحديث المروي عن أنس بن مالك, قال: جيء بحجل مشوي إلى رسول الله (ص) ليأكله,
فقال (ص): اللهم أرسل إلي أحب خلقك إليك ليأكل معي من هذا الحجل, وإذ بأمير المؤمنين علي يطرق الباب
فيمنعه أنس من الدخول فطرق الباب ثانية, فقال له أنس: إن رسول الله مشغول فوقف علي, ثم طرق ثالثة ورسول الله واقف عن الطعام,
فقال (ص): ادخل, فدخل علي وسلم على الرسول, فقال له: ما أبطأك عني؟
فقال له علي: هذه ثالث مرة أطرق الباب وأنس يمنعني, فقال الرسول: ما حملك على هذا يا أنس؟
فقال له أنس: سمعت دعوتك وأنت تقول: الله أرسل إلي أحب الخلق لك, فتمنيت أن يكون من أقاربي يأتي ويأكل معك حتى تكون له هذه الفضيلة العظيمة
, فقال الرسول (ص): لا يلام المرء على حب قومه, فثبت لدينا أن علي أحب خلق الله إلى الله
فوقف الشيخ .. وقال لي: إذا الدعاية عليكم باطلة, فالتفت المختار "قدور القدور"
وقال: يا مرعي جعلت ابن أبي طالب فوق السبع سموات,
فقلت له: أنا ما رفعت ولا وضعت ولكن رسول الله (ص): رفع ووضع بأمر مولاه في القرآن وجميع الكتب
فقال: مروي في الكتب ما خلق الله أفضل من أبي بكر وعمر
فقلت له: لا بل مروي ومسنود ومثبوت ومشهور: ما خلق الله أفضل من محمد وعلي
فهات يا أخي ما عندك حتى أقاضيك
قال: أمام من؟ قلت له: عند سيادة الشيخ السبسبي فأنا راض به حيث رأيت فيه الوجدان والضمير فإن تثبت أنه لم يخلق الله أفضل من أبي بكر وعمر
فإني مجبور صباحاً أن أقدم لك وللجماعة الحاضرة "حِمْلُ جَمَلٍ جَبَسْ"
وإذا أثبتُّ لك بأن الله لم يخلق أفضل من محمد وعلي فأنت مجبور أن تذبح خروف وتعمله غداً لهذا الجمع والشيخ
فقال: وأنا أقبل بهذا الشرط وراض,
فالتفتُّ إلى الشيخ وقلت له: يا سيدي نحن راضين، نحن الفريقين, فهل تقبل أن تكون قاض بيننا وإنني واثق بك؟
فقال: نعم, فقلت: تفضل يا أبا محمد وانشر لنا حجتك
فقال: إنني أقول ما خلق الله أفضل من أبي بكر وعمر, فقلت له: هات إثبات قولك بشواهد مسنودة
قال: لا يوجد لدي شواهد أكثر من ذلك, فالتفت إلى الشيخ وقلت له: هل يجوز هذا الكلام, فقال: نعم يجوز فقدِّم أنت ما عندك فهو ما عنده غير ذلك
الذي قاله ولا هو عالم مثلك, فهات ما عندك ونحن نسمع
فقلت: يا شيخ سألتك بالله هل أبو بكر وعمر عبدوا الأصنام أم لا؟
وكانوا يسجدون لها أم لا؟ قال: نعم
فقلت: من كسر الأصنام, محمد وعلي أم أبو بكر وعمر؟
فقال: محمد وعلي, فقلت له: مَن خُلِقَ وَوُلِدَ في بيت الله الحرام
قال: علي, فقلت: لمن نودي من السماء:
لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار؟
فقال: لعلي
وكان المنادي جبريل, فقلت له: من آخى الرسول (ص) إلا علي حيث قال له: أنت أخي في الدنيا والآخرة
وكان يقول علي: أنا عبد الله وأخو رسول الله ولا يقولها أحد غيري إلا كان كذاب"
ثم قلت له: يا شيخ, يوم المباهلة مع أهل نجران, هل باهل رسول الله إلا بعلي والحسن والحسين وفاطمة الزهراء؟
ثم قلت له: هل أبو بكر وعمر بارزوا لبطل من الأبطال المعدودين كمرحب وعمر بن ود العامري وقتلوهم وردوا الخوف عن رسول الله في معركة بدر؟
وهل تجاسر أحد من المسلمين أن ينام في فراش رسول الله حين أتى المشركون لقتله, ونزلت الآية الكريمة لعلي,
قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضاة الله" ومن قلع باب خيبر ورماه في الهواء أربعين ذراعاً غير علي؟
فالتفت الشيخ إلى قدور القدور وقال له: هل عندك حجج وبراهين ودفاع؟
وهل عندك رد على هذا القول الذي يقوله العلوي؟
فقال: أنا لست متعلم ولا دارس في الكتب, فقال الشيخ: الحق يقال ولا يعلى عليه, إن الله لم يخلق أفضل من محمد وعلي
ولا من ظهرت له فضائل كعلي, ويا أبو محمد ثبت عليك الخروف, وإنني أعجب من إخواننا العلويين الذي يحوون شباباً كهذا الشاب وغير متعلم,
وما كنت أظن أنني أسمع هذا الكلام من أعظم عالم بالعلويين وقال: يا بني لا تؤاخذني إن تطرفت عليك بالكلام لأجل الاختبار
قلت له: يا سيدي وأنا أشكرك فقال: تحيا الأم التي أرضعتك حليبها,
ثم ودعته وذهبت وكانت النتيجة: حرمان هذا الشيخ طيلة حياته من خير القرية لأنه قال: سأخرج هذا العلوي عن دينه, فلم يستطع الفوز
وانتهت المقابلة ونحن بحول الله وقوته ظافرون ومنتصرون.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد (ص)