المعصوم التاسع الأمام موسى الكاظم (عليه السلام)
**** 1- بأبي أنت و أمي يا مستودع الأسرار ***
دخل أبو حنيفة على الصادق (ع) فقال له : رأيت ابنك موسى يصلّي والناس يمرّون بين يديه ، فلا ينهاهم وفيه ما فيه ، فقال الصادق (ع) : ادعوا لي موسى ، فدُعي فقال له :
يا بنيّ !.. إنّ أبا حنيفة يذكر أنك كنت تصلي والناس يمرّون بين يديك فلم تنههم ، فقال : نعم يا أبت !.. إنّ الذي كنت أصلّي له كان أقرب إليّ منهم ، يقول الله عزّ وجلّ :
{ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } ، فضمّه الصادق (ع) إلى نفسه .. ثم قال : بأبي أنت وأمي يا مودع الأسرار .
*** 2- ما منعك أن تسأل ابني ***
عن محمد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن عيسى شلقان قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عن أبي الخطاب فقال لي مبتدئا قبل أن أجلس : يا عيسى ما منعك أن تلقى ابني فتسأله عن جميع ما تريد ؟
قال عيسى : فذهبت إلى العبد الصالح(ع) وهو قاعد في الكتاب وعلى شفتيه أثر المداد فقال لي مبتدئا : يا عيسى إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيين على النبوة فلم يتحولوا عنها أبدا ، وأخذ ميثاق الوصيين على الوصية فلم يتحولوا عنها أبدا وأعار قوما الايمان زمانا ثم يسلبهم إياه ، وإن أبا الخطاب ممن أعير الايمان ثم سلبه الله تعالى ، فضممته إلي وقبلت بين عينيه ثم قلت : بأبي أنت وأمي ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .
ثم رجعت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي : ما صنعت يا عيسى ؟ قلت له : بأبي أنت وأمي أتيته فأخبرني مبتدئا من غير أن أسأله عن جميع ما أردت أن أسأله عنه فعلمت والله عند ذلك أنه صاحب هذا الامر فقال : يا عيسى إن ابني هذا الذي رأيت لو سألته عما بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم ، ثم أخرجه ذلك اليوم من الكتاب ، فعلمت ذلك اليوم أنه صاحب هذا الأمر .