المعـصوم الثاني عشر الإمام العاشر عـلي بن محمد الهادي عـليه السلام
*** هلا ك المشعـبذ المتجاسر **
ورد رجـل مشعـبذ من ناحية الهند يلعـب بلعـب الشعـبذة ولم يُرَ مثـله،
وكان المتوكل يحاول بمختلف الطرق أن يؤذي الإمام الهادي ( ع ) ،
ويُطفئْ نوره الوهاج بِفـِيِه ويأبى الله إلآَّ أن يتمَّ نوره ولو كره المشركون .
فقال المتوكل لذلك الرجـل : إنْ أنت أخجـلتهُ- يعـني الإمام الهادي ( ع )- أعـطيتكَ ألف دينار زكيه.
فقال المشعـبذ الهندي : مُرْ بأن يُخْبَزْ رقاقاً خفافاً واجعـلها عـلى المائدة وأقعـدني إلى جنبه
فلا يقوم من مقامه إلآَّ خجلاً .
فأمر المتوكل ففعـلوا ما أراده المشعـبذ. وأحضر مائدةً عـليها أنواع الأ طعمة ودُعيَ إليها جماعة
من الشخصيات فيهم الإمام الهادي ( ع ) جاءها مظطرَّاً، فجلس الحاضرون إلى جنب المائدة،
وجلس المشعـبذ إلى جنب الإمام الهادي ( ع ) فـلما مد الإمام ( ع ) يدهُ إلى الخبز الرقاق فـطيرها
المشعـبذ إلى الجانب الآخر، ومد الإمام يده إلى الأخرى فـطيرها فـتضاحك الناس .
( فتكرر العـمل من المشعـبذ عـدة مرات )
فعـرف الإمام (ع) نوايا المتوكل من هذه الحركات فغـضب غـضباً شديداً وضرب يده عـلى
صورة الأسد التي في المسورة- المُتكى- فقال (( خذ عـدوَّ الله)). فوثبت تلك الصورة من
المسورة فابتلعـت الرجل. وعادت في المسورة كما كانت . فاستولى الخـوف والوحشة
عـلى المتوكل وأُغـميَ عـليه ووقع عـلى الأرض عـلى وجهه، وفرَّ الأخرون من المجـلس.
فـلمَّا أفاق المتوكل من غـشيته إلتمس من الإمام ( ع ) أن يردَّ المشعـبذ قائلاً :
سألتك إلآَّ جـلستَ ورددته.
فقال الإمام الهادي( ع ) : والله. لا يُرى بعـدها. أتسلطُ أعـداءَ الله عـلى أولياءِ الله؟.
وترك الإمام الهادي ( ع ) المجلس وخرج من عند المتوكل فلم يُرَ الرجـل بعـد ذلك أبداً.