طيارة رشد مشرف المنتديات الأسلامية
تاريخ التسجيل : 22/12/2010 العمر : 56 تاريخ الميلاد : 26/06/1967 الجنس : عدد المساهمات : 201 نقاط : 361 السٌّمعَة : 14 الهوايات : المطالعة الدولة : سوريا
| موضوع: الأسف في القرآن الأحد ديسمبر 18, 2011 6:12 am | |
| الأسف في القرآن
متى يكون حزناً أو متى يكون غصباً؟ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله وأصحابه الطيبين الطاهرين ... وبعدأحببت أن أقدم بحثاً صغيراً عنوانه:
الأسف في القرآن الكريم
متى يكون الأسف حزنا؟؟ ومتى يكون الأسف غضباً؟؟نقول متكلاً على الله والذي لا مولى لنا سواه، ومعتمداً فقط على الاستنباط من القرآن الكريم.... قال تعالى: {وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً} الأعراف 150هنا نجد أن الأسف أوضح معناه وهو الغضب وقال تعالى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}(يوسف 84) هنا الأسف بمعنى الحزن وهذا بين وواضح .... وقال تعالى: {فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً} (الكهف 6) وهنا بمعنى االغضب أي أنك غاضب عليهم أن لا يؤمنون.... وقال تعالى:{فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً} طه 86وقال تعالى :{فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ} الزخرف 55 وهنا بمعنى الغضب... فكيف نميز بين أسف الحزن وأسف الغضب؟؟إذا جاءك أمر من فوقك فأنت أسف أي حزين.... وإذا جاء الأمر من تحتك فأنت أسف أي غضبان..... ولنحاول تطبيق هذه القاعدة على الآيات التي وردت سابقاً... ففي الآية الأولى: {وَ لَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً} أي أن الأمر جاء إلى موسى من تحته منزلة ورتبة وهم قومه لما عبدوا العجل... أي جاءه أمر من تحته فكان أسفه أسف غضب..... وفي الآية الثانية: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} هذا الأمر جاء من فوق لأن قصة يوسف وما حدث معه أمر رباني وبالتالي جاء الأمر إلى يوسف من فوق فكان أسفه أسف حزن... وفي الآية الأخيرة : {فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ} فالأمر حدث من الأدنى وجاء إلى الأعلى وهو الله ولذلك عنا أسف غضب والمعنى واضح لذي عينين..... ما جاء في مراجع اللغة: قال الفراهيدي: الأَسَفُ: المُبالغةُ في الحُزْنِ والغَضَبِ. الأسف: الحزن في حال. والغضب في حال ، فإذا جاءك أمر ممن هو دونك فأنت أسف، أي: غضبان، وإذا جاءك مِمّن فوقك، أو من مثلك فأنت أسف، أي: حزين. فقوله جل وعز: { فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ } أي: أغضبونا. الأَسَفُ: المُبالغةُ في الحُزْنِ والغَضَبِ. الليث: الأَسَفُ في حال الحزن وفي حال الغَضَب إذا جاءك أَمرٌ ممن هو دونَك فأَنت أَسِفٌ أَي غَضْبانُ، وقد آسَفَك إذا جاءك أَمر فَحَزِنْتَ له ولَم تُطِقْه فأَنت أَسِفٌ أَي حزين ومُتَأَسِّفٌ أَيضاً. وقال الراغب : الراغب عن الأسف بقوله : حقيقةُ الأَسَفِ : ثَوَرانُ دَمِ القلبِ شَهْوَةَ الانْتِقَامِ فمتى كان ذلك عَلَى مَن دُونَه انْتَشَر وصار غَضَباً ومتى كان عَلَى مَن فَوْقَه انْقَبَضَ فصارَ حُزْناً ولذلك سُئِل ابنُ عَبَّاس عن الحُزْنِ والغَضَبِ فقال : مَخْرَجُهما واحدٌ واللَّفْظُ مُخْتلِف فمَن نازَع مَن لا يقْوَى عليه أَظْهَرَ غَيْظاً وغَضَباً ومَنْ نازَع مَن لا يقْوَى عليه حُزْناً وجَزَعا ولهذه قال الشاعر : " فحُزْنُ كل أَخِي ....حُزْنٍ أَخو الْغَضَبِ
منقول عن الأستاذ سميع حسن
| |
|