((يوسف الصديق))
ذَهَبْتُ إِلَى رَبِّي بكامِـلِ طاعَتِـي .... وسِرْتُ الْهُوَيْنَى أتَّقِي أَيَّ عَثْرَةِ
لَعَلِّي أَتاهُ والْهَوَى بالِـغُ الْمَـدَى ..... فَأقْبِسُ مِنْ نارٍ لِموسى تَجَلَّتِ
وأسجُدُ لِلَّهِ الذي جَـلَّ شَـأْنُـهُ ..... فَلَيْسَ لِغَيْرِ اللَّهِ أعْـنُو بِسَجْدَتِي
وَجَدْتُ كِتابَ اللَّهِ قد حَقَّقَ الْمُنَى..... ففيهِ الْهُدَى والنُّورُ فِي كُلِّ آيَةِ
كِتابٌ عظيمٌ جامِعُ العِلْمِ والْهُدَى ..... فأَنْعِمْ بِمِنْهاج وَأكْرِمْ بِشَرْعَـةِ
ففيهِ رَشادُ الرُّوحِ والقلبِ والنُّهَى..... وفيهِ نَجاةُ الْمَرْءِ مِن أيِّ جَذْوَةِ
****
تَناوَلْتُهُ في خالِصِ الطُّهْرِ خاشِـعاً..... وَكُلِّي يقينٌ فِي ثوابِ التّلاوَةِ
فإِذْ بِيَ أَتْلُو مِنْهُ ( سورةُ يوسُفٍ )...... فكاشَـفَنِي رَبِّي بِأَشياءَ ثَـرَّةِ
وكَرَّرْتُها حَتَّى أَذُوبَ هِـدايَـةً..... أُقَدِّسُ سِـرَّ اللَّهِ فِي كُلِّ لَفْظَةِ
أَلا إنَّها في الذِّكْرِ أحسَنُ قِصَّــةٍ ..... أَتيتُ بِهَا شِعْـراً بِنَفْسٍ رَضِيَّةِ
نَوَيْتُ عليها والْهُدَى عَزَّزَ الْهَوَى..... فَطاوَعَنِي مِن أجلِ هذا قَرِيْحَتِي
ورَاوَدَنِي شِعْـرٌ عَـزِيـزٌ رَوَادُهُ ...... على غيرِ ذي حُبٍّوَتقوى وَفِطنَةِ
سَأَلْتُ إلَهي أنْ أكونَ مُـوَفَّـقَاً..... وَعَفْوَكَ يا مولايَ عَن كُلِّ هَفْوَةِ
وما الأجْرُ إلاَّ على اللَّهِ وَحْـدَهُ..... فَيَا رَبِّ سَاعِدْنِي لِتَحقيقِ رَغْبَتِي
تَوَكَّلْتُ يارَبِّي عليكَ بِنَظْمِـهَا..... فلا تَخْذُلَـنِّي فِي صفاءٍ لِنِيَّتِي
****
رَأى يوسُفٌ رُؤْيا وقَد قَصَّها على..... أبيـهِ نُزُولاً عِندَ حَقِّ الأُبُـوَّةِ
أَيَا أَبَتِي إنِّي رأيتُ كَواكِـباً ..... وَمَجْمُوعُهُم قُلْ واحِدٌ بعدَ عَشْرَةِ
كذلكَ حتَّى الشَّمسَ أيضاً رَأَيْتُهَا..... معَ القَمَرِ الزَّاهِي سُجُودَاً لِحَضْرَتِي
فقالَ أَبُوهُ وَهُوَ يُصْغِي لِقَولِـهِ..... وَأَنْعِمْ بِرُؤْيَا مِثْلَ هذِي جَلِيلَـةِ
بُنَيَّ فَدَعْ رُؤْياكَ هَذِي خَفِـيَّـةٍ ..... عَنإِخْوَتِكَ احْفَظْهَابِذاتِ السَّريرةِ
وَلا تَقْصُصْ الرُّؤْيا عليهِمْ فإنَّهُمْ.... يَكيدُونَ كَيْداً لَوْ عليهِمْ أُذِيْعَتِ
فَفِي يُوسُفٍ آياتُ حقٍّ عظيمَةٌ..... وَإخْوَتِهِ لِلسَّائِلِيْنَ تَجَلَّتِ
فإخْوَتهُ قالوا : أبونا مُبَالِغٌ.....لَهُ وأخيهِ دُونَنا بِالْمَحَبَّةِ
وَإِنَّا نَرَى الإيْثَارَ إذْ نَحنُ عُصْبَةٌ.....إذاً أبونا واقِعٌ فِي الضَّلالَةِ
ألا فاقْتُلُوا مِنْ بَيْنِنَا يُوسُفاً أَجَلْ ..... وَإمَّا اطرَحُوهُ فِي تُرابِ بَقِيْعَةِ
لِيَخْلُو لَكُم مِن بَعدُ وَجْهُ أبيكُمُ .....بَلَى وَتكُونُوا صالِحِيْنَ كَفِتْيَةِ
فقالَ لَهُم مِنْ بَينِهِمْ قائِلٌ : أَلا..... فَلا تَقْتُلُوا يُوسُفَاً قَطُّ إِخْوَتِي
وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ..... بَعْضٌ مِنَ الْمُسْتَأْثِرِينَ لِرِحْلَةِ
وقالوا لَهُ : ائْمَـنَّا عليهِ فإنَّنَا ..... لَهُ دائِماً نُزْجِي جَزِيلَ النَّصِيْحَةِ
فأرْسِلْهُ مَعْنَا فِي غَدٍ يَرتَعْ وَيلعَبْ .....وإنَّا سَنَحْفَظُهُ مِنْ أَيِّ غِيْلَةِ
فقالَ : لَيَحْزُنِّي بأنْ تَذْهَبُـوا بِـهِ ..... وأخْشَى عليهِ الذِّئْبَ مِنْ أَي سَطْوَةِ
فقالوا لَهُ : إنْ يأكُلَ الذِّئْبُ يوسُـفاً..... خَسِرناهُ إذْ مَا نَحنُ نُدْعَى بِعُصْـبَة
فلمَّا تَناءَوْا وهُوَ مَعْهُمْ وأجْمَعُوا ...... بأنْ يَجْعَلُوهُ فِي لُجَاجٍ عَمِيْقَةِ
تَنَزَّلَ وَحْيٌ كَيْ يقولَ لِيُوسُفٍ..... سَتُـنْبِئُهُم فِي أمرِهِمْ بَعدَ فَترَةِ
وجاؤُوا أباهُمْ فِي عِشَاءٍ بَوَاكِيَا ..... وقالوا : اسْتَبَقْنَا فِي التّلُولِ القريبةِ
وَكُنَّا تَرَكْنا عِندَ يُوسُفَ وَحْدَهُ ...... مَتَاعَاً لَنَا لَكِنْ علَى حِينِ غِرِّةِ
أتَى الذِّئْبُ – صَدِّقْنا – لِيَأْكُلَ يُوسُفَا..... وَمَا أنتَ فِينا مُؤْمِنٌ بِالبَرَاءَةِ
دَمَاً كَذِبَاً جاؤوهُ فَوقَ قَميصِهِ..... فَما هُوَ مِنهُ إنَّمَا مَحْضُ خدعَةِ
فقال لَهُم: بَلْ سَوَّلَتْ لَكُم أَمْرًا..... نُفُوسُكُمْ هَلْ بَعدَ هَذا لِحِيلَةِ؟
فَصَبْرٌ جَميلٌ فَالْمُعِينُ إلَهُنَا ...... على ما وَصَفْتُم لِيْ على كُلِّ حالَةِ
****
يتبع