التوحيد وجه الله
بقلم
أبو علي
رفعت علي منير الأسد
بسم الله باري البرية المنزه عن التجسيم والفرية الاول بلا ابتداء المتصف بالأزلية الآخر بلا انتهاء صاحب الأبدية وصل الله على سيدنا محمد خير البرية وعلى آل بيته مصباح الشريعة المحمدية عليهم أفضل السلام والتحية
التوحيد هو أصل أصول المعارف الدينية وهو القول بوحدانية الله بشهادة أن لا إله إلا الله ومعرفة معناها ومبناها وتنزيه الله عن الأجسام والصور والصفات والنعوت والأسماء فهذه هي المعرفة التي يجب على كل مسلم أن يعرفها للوصول إلى التوحيد الصحيح وهذا تقدير الله الذي ماقدروه حق قدره والتوحيد هو خلاصة الإيمان وهي الرسالة التي حملها الأنبياء والرسل وهو دين الله القيم...
يقول مولانا جعفر الصادق (ع) عندما سئل عن قوله تعالى " ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" فقال (ع) : دينه وحججه ونحن وجه الله.
وقد ذهب البعض إلى القول بالتجسيم كابن تيميه الذي قال بأن " إثبات أن الله جسم ليس ببدعة ضلالة" وابن باز وابن عثيمين الذين قالوا " ان لزم أن يكون لله جسم فليكن" ومن اتبعهم من الوهابية وهذا ملا يقبله عقل ولا منطق.
والمجسمة يستشهدون بآيات وأحاديث يقولون بأنها أقرب إلى القول بالجسمية كقوله تعالى:
(يد الله فوق أيديهم)
ومعنى هذه الآيه أن قدرة الله فوق قدرتهم واللهُ شاهدٌ عليهم يقول جل جلاله " أو ماملكت أيمانكم" اي ماكان تحت قدرتكم
حيث أنه يقال (اضرب بيد من حديد) أي بقوة وقدرة
وقوله جل جلاله:
(وجوه يومئذ ناضره إلى ربها ناظره)
وقد سئل الإمام الرضا (ع) عنها فقال: أي أنها مستبشره تنتظر رحمة ربها.
والنظر هنا انتظار وليس نظر مشاهدة وعيان لأنه جل جلاله لاتدركه الأبصار وقد يحتج أحدهم برؤية النبي (ص) فنقول إن الرؤيا ههنا رؤية قلبية وليست بصرية بالعين لقوله تعالى (ماكذب الفؤاد مارأى) وعندما سأل ذعلب اليماني أمير المؤمنين (ع) هل رأيت ربك .؟ فقال (ع) أفأعبد مالا أرى لم تراه الأبصار بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان.
فالرؤية لاتكون إلا على الكثافة لانعكاس الضوء والله جل جلاله لطيف لايوصف باللطف فمن عبد بسمعه فقد عبد مفقودا ومن عبد ببصره فقد عبد محدودا ومن عبد بقلبه ومعرفته فقد عبد موجودا ومن الآيات التي ظاهرها يقول بالتجسيم قوله تعالى:
(ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)
(كل شيء هالك إلا وجهه)
قال الإمام محمد الباقر (ع) : إن الله أعظم من أن يوصف بالوجه ولكن معناه: كل شيء هالك إلا دينه والوجه الذي يؤتى منه.
وقال الإمام الصادق (ع) : يهلك كل شيئ إلا وجهه الذي يؤتى منه ونحن وجه الله.
وسأل أمير المؤمنين (ع) عن وجه الله فأوقد ناراً وقال للسائل هل ترى لهذه النار وجهاً فقال لا فقال كذلك وجه الله.
فعندما نقول جاء وجوه القوم أي كبارهم وسادتهم كذلك فالأنبياء والأئمة (ع) هم وجه الله أي حملة دينه والقائمون على أمره ( العزة لله ولرسوله وللمؤمنين)
وقوله جل جلاله:
(يا إبليس مامنعك أن تسجد لما خلقت بيدي)
فهنا تشير الآية إلى كمال العناية وليس إلى القول باليد فالله أجل وأعظم من ذلك وهو يقول " يأخذ الصدقات" أي يقبلها ويثيب عليها ومثلها قوله "والسماء بنيناها بأيد" أي بقوة وليس معناه أن لله يد يخلق بها بل قدرة وعناية كما نقول اصبح فلان تحت يدي اي تحت قدرتي وتصرفي والشاهد قوله تعالى:
( والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه)
قال الإمام الصادق (ع): الأرض جميعاً قبضته أي مالكها ولايملكها معه أحد والساوات مطويات بيمينه فاليمين اليد واليد القدرة والقوة.
فالله جل جلاله أجل وأعظم من أن يكون له شبه أو مثل أو ضد أو ند " ليس كمثله شيء"
وعندما نقول عن الله أنه شيء فإنا نخرج عن حد التعطيل ثم نقول لا كالأشياء فنخرج عن حد التشبيه وسورة التوحيد في القرآن الكريم تشير إلى أحديته وأنه جل جلاله ليس له شبيه ولانظير قال تعالى:
قل هو الله أحد (أي توحد في التوحيد بتوحده فلايتبعض ولايتجزأ ولايقسم ولايعد) الله الصمد ( قال أمير المؤمنين (ع) الصمد اي انه لا اسم ولاجسم ولامثل ولاصورة ولاتمثال ولاموضع ولامكان ولاقيام ولاقعود ولاظلماني ولانوراني ولايخلو منه موضع)
وقد جاء في بحار الأنوار قول مولانا الصادق (ع) الاسم غير المسمى فلو كانت اسماء الله وصفاته هي ذاته لكانت آلهة أخرى.
فالله جل وعلا لايقال له شيء ولايقله شيء ولاتدركه الأبصار وليس هو إلى مكان أقرب من مكان ولايوصف بحركة ولاسكون فهو اقرب الينا من حبل الوريد
يقول الإمام علي (ع) : ليس في الأشياء بداخل ولاعنها بخارج وقال(ع): لاداخل في الاشياء دخول ممازجة ولابخارج عنها خروج مباين
والسلام عليكم ورحمة الله.
_________________
لا فتى إلا علي الكرار...ولا سيف إلا ذو الفقار[/center]
موضوع: التوحيد..دين الله الخالد ووجهه الذي لايفنى. 
الإثنين أغسطس 13, 2012 10:40 am
