الملك الظاهر مشرف منتدى سورية الآن
تاريخ التسجيل : 20/11/2011 العمر : 32 تاريخ الميلاد : 28/11/1991 الجنس : عدد المساهمات : 33 نقاط : 93 السٌّمعَة : 1 الهوايات : المطالعـــــة الدولة : القرداحة_سوريا الأسد
| موضوع: من نور التوحيد ومعاني سورة التوحيد الإثنين أغسطس 20, 2012 5:21 pm | |
| من نور التوحيد ومعاني سورة التوحيد بقلم أبو علي رفعت علي منير الأسد القرداحة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله واجد الوجود ، الظاهر الموجود ، الباطن غير مفقود ، الواسع بلا حدود ، الذي جل وعلا عن التشبيه والتمثيل وعن الأسماء والصفات والنعوت ، وصل الله على سيدنا وحبيبنا محمد المحمود ، وعلى آل بيته مصابيح الوجود وسلم تسليماً كثيرا :
قال تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم ( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ) صدق الله العلي العظيم.
قبل البدء في ذكر تفسير هذه السورة العظيمة المباركة لابد لنا من التوقف عند ماروي عن رسول الله " صل الله عليه وآله وسلم" وعن آل بيته الكرام " عليهم الصلاة والسلام " في فضائل وخصائص سورة الإخلاص (التوحيد).
فقد روي عن رسول الله (ص) قوله عن سورة الإخلاص " من قرأها فكأنما قرأ ثلث القرآن ، وأعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر".
ومعنى أن قرائتها تعدل ثلث القرآن فليست القراءة اللفظية فقط بل قرائتها وفهمها لأنها توحيد خالص ، حيث أن تفسير هذه الآية على سبيل المثال ( الله الصمد) يمثل التوحيد الخالص كما سيمر معنا.
وروي عنه (ص): " لكل شيء نور ، ونور القرآن ( قل هو الله أحد)"
وروي عن الإمام جعفر الصادق (ع) : " من مضى به يوم واحد ، فصلى فيه خمس صلوات ولم يقرأ فيها قل هو الله أحد ، قيل له يا عبد الله لست من المصلين"
ويروى أنه توجه رجل إلى الإمام الصادق (ع) : فشكى له أذية الحاكم وخوفه من الحاكم وأتباعه فأشار عليه أن يبني حوله مدينة وقلعة فسأله الرجل كيف ذلك.؟ فقال (ع) : كلما خرجت من بيتك اقرأ سورة التوحيد ، وامسحها بأطرافك الستة من أمامك ثم من خلفك ثم عن يمينك ثم عن يسارك ثم من فوقك ثم من تحت قدميك لتكون لك حصناً حصيناً في ذلك اليوم من شر الحاكم والشيطان.
وروي عن الإمام محمد الباقر (ع) : " من أوتر بالمعوذتين وقل هو الله أحد قيل له : ياعبد الله أبشر فقد قبل الله وترك" وهناك كثير من الروايات اقتصرنا على ذكر القليل منها ولابد من الإشارة إلى أن السورة الشريفة أشارت إلى أن الله أحد صمد لم يلد ولم يولد وليس له نظير ولاشبيه ( كفواً أحد) وهذا من عظيم التوحيد الخالص والتنزيه المطلق والمعرفة التي أمر الله عباده بها حيث أن كثيراً منهم جهلوه وماقدروه حق قدره وماعظموه حق تعظيمه وخاصة المجسمة. وقد سئل أبو الحسن (ع) عن أدنى المعرفة ( اقل مايجب معرفته) فقال (ع): " الإقرار لله بأنه لا إله غيره ، ولاشبه له ، ولا نظير له ، وأنه قديم مثبت ، موجود غير فقيد ، وأنه ليس كمثله شيء" فالله جل جلاله نص في كتابه أنه لاتدركه الأبصار وأنه ليس كمثله شيء وأنه عظيم الشأن كل يوم هو في شأن وهو اقرب الينا من حبل الوريد... أما ماورد عن الأئمة (ع) في تفسير سورة التوحيد: فقد سئل الإمام الباقر (ع) عن معنى ( الله أحد) فقال (ع): أي المجمع عليه بالوحدانية وأنه أحد توحد بالتوحيد في توحده ثم أجراه على خلقه فهو أحد صمد ملك قدوس يعبده كل شيء ويصمد إليه...
وسئل الامام الصادق (ع) عن تفسير قوله تعالى ( الله الصمد ) فقال: ان الله تبارك وتعالى أحد صمد ليس له جوف وانما الروح خلق من خلقه نصر وتأييد وقوة يجعله الله في قلوب الرسل والعارفين..وهذا ماقاله أيضاً الباقر (ع)... وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) عن تأويل (الصمد) فقال (ع): " تأويل الصمد أنه ( أي الله جل جلاله ) لا إسم ولا جسم ، ولا مثل ولاشبه ، ولا صورة ولاتمثال ، ولاحد ولاحدود ، ولاموضع ولامكان ، ولاكيف ولا أين ، ولا ههنا ولاثمة ، ولا ملأ ولا خلأ ، ولا قيام ولا قعود ، ولاسكون ولا حركة ، ولا ظلماني ولا نوراني ، ولاروحاني ولانفساني ، ولايخلوا منه موضع ولايسعه موضع ، منفي عنه هذه الأشياء"
وهنا يتضح لنا المعاني العظيمة لهذه السورة الشريفة المباركة وما حوت من معان للتوحيد الخاص وقد يتسائل أحد عن معاني ماقاله أمير المؤمنين (ع) في الصمد وهذا ماسنوضحه انشاء الله: فقوله عليه السلام ( لا اسم ولاجسم) أي أن الاسم غير المسمى ومن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولو كانت اسماؤه هي ذاته لكانت آلهة أخرى كما قال المولى الصادق...في بحار الأنوار ولاجسم فالله منزه عن الآجسام فهو لايمس ولايجس والآيات التي في ظاهرها تجسيم لها معاني غير ذلك كاليد والتي تعني القدرة وغيرها مما ذكرته سابقاَ في مقالة التوحيد وجه الله
ومعنى قوله (ع) (لامثل ولاشبه ، ولاصورة ولاتمثال ) أي أن الله جل جلاله لاتضرب به الأمثال ولايقاس بالناس ولايشبهه شيء ولايقال له شيء فهو شيء بخلاف الأشياء وهو ليس داخل في الأشياء دخول تمازج وحلول ولا خارج عنها خروج مباينة وأفول لاتدركه الأبصار فيكون محدودا ولاتمثال فيكون موهوما محدودا
ومعنى قوله (ع) : ( ولاحد ولاحدود ، ولاموضع ولامكان ، ولاكيف ولا أين ، ولا ههنا ولاثمة ، ولا ملأ ولا خلأ ، ولا قيام ولا قعود ، ولاسكون ولا حركة) أي أنه جل جلاله ليس محدودا بمكان وليس له حد لأن الحد يترتب عليه الزيادة والنقصان والله جل وعلا عن الزيادة والنقصان وليس الله بموضع ولامكان فيخلوا منه مكان فهو في كل مكان ولايقال له كيف ولا أين لأنه مكيف الكيف ومؤين الأين كان ولامكان وليس قيام فالقيام انتقال من مكان لمكان فيخلوا من ماقام منه ولاقعود فيكون خالياً منه مكان... هذا مختصر من علم التوحيد والمعرفة التي آمر الله بها وقد اقترنت الجنة بالتوحيد وهذا من عظيم النعم التي أنعم الله على عباده بها رغم عجز الكثيرين عن إدراك آن الله غاية لاتدرك بالاحاطة والتصوير والتقدير فضلوا عن سواء السبيل.. هذا وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين...والسلام عليكم ورحمة الله.
| |
|
طيارة رشد مشرف المنتديات الأسلامية
تاريخ التسجيل : 22/12/2010 العمر : 56 تاريخ الميلاد : 26/06/1967 الجنس : عدد المساهمات : 201 نقاط : 361 السٌّمعَة : 14 الهوايات : المطالعة الدولة : سوريا
| موضوع: رد: من نور التوحيد ومعاني سورة التوحيد الأحد نوفمبر 25, 2012 7:23 am | |
| رائع أبوعلي وطيبة وممتعة وتحيي الهمم في تنشيط التوحيد | |
|