أَيُشْتَمُ آباءٌ بذَنْبِ بَنِيْهِمُ
وَيُشْكَرُ أحياءٌ على فَضْلِ مَنْ ماتُوا
لقدْ أظلَمَ التَّاريخُ حَوْل نفوسِهمْ
وما نَفَذَتْ منهُ إليهمْ إِضاءاتُ
وكمْ فِرَقٍ في حُضْنِهِ تَمَّ وَضْعُها
وما وَضَعَتْها فيهِ إلاَّ السِّياساتُ
كَمِ افْتُرِيَتْ أو كُذِّبَتْ أَو تُؤُوِّلَتْ
بهِ قَصَصٌ مذكورةٌ ورِواياتُ
وما الدِّينُ إلاَّ وَحْدَةٌ مَنْبَعِيَّةٌ
تَشُدُّ إليها المؤمنينَ البداهاتُ
وَمُذْ قَطَّعُوْهُ فَصَّلُوهُ ملابِساً
مَصَالحُهمْ في ذاكَ هُنَّ المقاسَاتُ
وها قد مَضَتْ تلكَ القرونُ بأهلِها
ونحنُ على وجهِ البسيطةِ أشتاتُ
فيا أخطبوطاً أمسَكَ الناسَ عُنْوةً
وليس لهمْ منهُ على الدَّهْرِ إِفلاتُ
لقدْ شِخْتَ لكنْ لمْ تَزَلْ لَكَ قُوَّةٌ
كأنَّ بها الأحياءَ في الناسِ أمواتُ
ذَرَفْتُ حنيني تِسْعَ عشرةَ دمعةً
لها بقواميسِ الغرامِ دِلالاتُ
أرى الشعرَ أطلالاً تَنَاوَحُ بَعْدما
نأتْ عنهُ بعدَ الملتقى عَبْقَرِيَّاتُ
ألا شاعِرٌ يستمطرُ الشعرُ روحَهُ
فيهمي عليهِ مِنْ حَياها اخْضِلالاتُ
لَعَمْرُكَ إنَّ الكونَ عِنْدي قصيدةٌ
وقدْ نَظَمَتْها في فؤادي المحبَّاتُ
فَتِلْكَ الدَّراري المشْمَخِرَّاتُ أحرفٌ
ببحْر مَداها والمجرَّاتُ أبياتُ
عليكَ صلاةُ الوَحْيِ يا قَلَمي فَقَدْ
تَجَلَّتْ بما حَبَّرْتَ للشّعْرِ آياتُ
سام يوسف صالح 3/8/2012م