رثاء الشهيد البطل الحسين حافظ جديد ( رحمه الله )
حسينٌ وما أبهاكَ بينَ الأنامِ اسْما بأشذى معانٍ كربلائيةٍ يَدْمى
عُلاك بألواحِ الضمائر صورةٌ عُروبيَّةُ الإشراقِ أَبْدعْتَها رَسْما
فيا جارَقلبٍ طالما زٌرْتَهُ جوىً وياجارَ عينٍ طالما طُفْتَها حُلْما
ويا أيُّها الوجهُ المشعُّ نضارةً مِنَ الحُبِّ تسُسْتَهْدى براءتُها حُكْما
وياأيّها الطبعُ العبيقُ كأنَّهُ زهورُ قضاءِ اللهِ ضَوَّعَها حَتْما
عليكَ سلامُ اللهِ نفساً نقيّةً طغا ظلْمُ أقوامٍ فَأَجْفَلَها جِسْما
أرى خمرةً صهباء َراودَ سُكْرُها ظماكَ ولا زالتْ بعينِ الورى كَرْما
وَوَرْفَاءَ يستدعي الحنينَ حنيننُها إلى عالَمٍ مِنْ رَحْبِ عالَمِنا أسمى
وناياً يُطلُّ اللهُ مِنْ نَغَماتِهِ على الروحِ وَحْياً تُسْتَتَمُّ بهِ النُّعمى
حسينٌ وللذكرى بفكري معارجٌ إلى الجنةِ العليا وسِدْرتِها العظمى
أرى الجنةَ الزهراءَ أُمّاً لإخوةٍ تجاذبُ أدناهمْ لأِبنائِها رُحْما
وها هو عيدُ الأمِّ قَدْ قَرَّبَ ابنَها إلى حُضْنِها الدافي وما أحْدَبَ الأُمّا
هنيئاً لكَ الفوزُ العظيمُ شهادةً أراكَ بها بالهاشِميِّيْنَ مُؤْتَمّا
إذا كدَّرَ الدُّنيا بَنوها بظلمِهمْ فَمن لي بِسُقراطٍ بها اسْتَعْذَبَ السُّمّا
مضى قبلُ نجمٌ في شُباطَ لِربّهِ وها أنتَ في آذارَ تَتْبَعُهُ نَجْما
سلامٌ مِنَ النُّورِ العظيمِ عليكما فَعُمْراكُما فيهِ كَوَجْهَيْكُما تَمَّا
إذا ما غَدَتْ هذي الحياةُ مريرةً فلا أنكَرَتْ للموتِ أنفسُنا طَعْما
إذا شرَّفَ اللهُ الشهادةَ موتَةً فلا ارتاحَ مَنْ قدراحَ بالعيشِ مُهْتَمّا
سلامٌ على مَنْ يعشقُ الحَرْبَ طالما هناكَ مِنَ الأعداءِ مَنْ يكرَهُ السِّلْما
وما العدلُ إلا السيفُ في زَمَنٍ نرى العِدا تُنْهِكُ الأمصارَ أَنْفسُهُمْ ظُلْما
حدا الدَّهرُ ألوانَ الخطوبِ إِليَّ مِنْ جهاتٍ كأنَّ الدَّهرَ أَرْخى لَها الُّلجْما
وأرسى بقلبي هَمَّ قلبٍ فَمَنْ لَهُ بمقتلِعِ الأجبالِ مِنْ عُمْقِهِ هَمّا
ولكنَّ إِيماناً قَدِ ابْتَعَثَ الرَّجا بقلبي وشَدَّ العزمَ في عَزْمِهِ عَزْما
ولي ثقةٌ باللهِ تستجذبُ المنى على الأرضِ تحقيقاً وتَسْتَدفعُ الغَمّا
وشكرٌ لِداني نعمةٍ خَشِيَ الذي يُنَفِّرُ مِنْ كَفَّيَّ قاصِيَها رَغْما
فعفوكَ ياربَّاهُ عَنّي فإنَّ لي من الذنبِ ما قَدْ لا أُحِيط بهِ عِلْما
سَمِعْتُ لسانَ الماءِ ينطقُ مُعْرِباً عَنِ الرِّيِّ بلْ مُسْتَغْرباً أنني أَظْما
ولم أَرَ شيئاً في العناصِرِ أَخْرَساً وإنْ كانَ جُلُّ الناسِعَنْ لِسْنِها صُمّا
لساعةِ تفكيري مَعَ الكونِ جَوْلةٌ أَصَبْتُ بها مِنْ فَهْمِ مكنونِهِ سَهْما
قصيدةُ شعري جَنَّةٌ مِنْ محبَّةٍ تُشَتِّتُ مِنْ شَمْلِ الضَّغائنِ مالُمّا
وآيةُ إِعجازٍ كأنَّ بيانَها انْسجامُ الدّراري ضِمْنَ أَفلاكها نَظْما
أنا جَوْهَرُ الآدابِ جَلَّتْ حَقيقةً وكمْ مِنْ دَعِيٍّ في الورى حَبَّرَالوَهْما
ويارُبَّ عينٍ صَدَّقَتْ نُورَها الرؤى وَأُخرى مَعَ الأضغاثِ قَدْ كَذَبَتْ زَعْما
عِشِ النَّفسَ في الدنيا صَفاءً تَفُزْ بها بهِ وارْجُها غُنْماً ولا تَخْشَها غُرْما
وإياكَ فيها أن تفوتَكَ لَذَّةٌ يُحَلَّلُها الباري لأِعيننا كُرْمى
ولا تُرْهِقَنَّ النَّفْسَ مِنْ فَرْط كَدْحِها لِتَبْنيَ ما يسطيعُ طاغٍ لَهُ هَدْما
إذا ما فَعَلْتَ الخيرَ فارْغَبْ لمثلِهِ ولا تَطْلُبَنْ حَمْداً ولا تَحْذَرَنْ ذَمّا
ولا تَرْمِ مخلوقاً على الأرضِ بالأذى وكُنْ مُسْتَعِيذاً بالمهيمِنِ أنْ تُرْمى
ولا تَنْظُرَنْ للناسِ إلّا بمهجةٍ جرى عَقْلُها فُلْكاً وتَحْنانُها يَمّا
وعَيْنٍ كأنَّ الجودَ يَحْدو بنورِها إلى الحُلَكِ الطخياءِ في مُقْلَتَيْ أَعْمى
20/3/2013م سام يوسف صالح