حُتام َدمعك في الأطلال يَنسكبُ =ونارُ وجدك في الأحشـاء تلتهــبُ
مقسـّـم الوجد شوقاً للذين نـأوا= ودمـع عيني دعاه المنزل الخــَربُ
لا تستفيـقُ مــن البلـوى تكابدُهـا = ولا يفارقـك التبريحُ والوصــبُ
ديـنٌ عليكَ لقاضــــي الحـــــبّ أسلفـــهُ =وأنـــت في قبضــةِ الأشجانِ مكتئـبُ
يامنزلاً ذفراتـــــي رُحـنَ في صعـــدٍ = منـــه ودمعـــي فــي أطلالـــهِ صببُ
أصبحتُ وقفاً على البلواي إذ ضحــــكت = فيـك البروقُ بكـت في جوكَ السّحـــــــبُ
بالأمــــسِ كنت لسرب الأنـُـــس مرتبعاً=واليـــوم فيك َلنا وحــشُ الفـلا سـربُ
عوايـــــد الدهــــر ما يسخــــو بموهبـةٍ =إلا وعـــاد لمــا أعطــــاه يَستلــــــبُ
أينَ البدور اللواتي كـنّ مشرقــةٍ =على غصـون أراكِ تحتها كثـبُ
نصبتُ في النّوم أشراكي لكي يقعوا =فلـم يقع لي إلا الهـّم والتّعــبُ
وقد كنـــت من أجلهـــم أهوى بقاي لهم=واليـــوم مافـــي حياتــي بعدهم أربُ
قــد كـــان ذاك ووقتــــي يانــــعٌ نضــرٌ=والعيش غـضّ وأثـــواب الصبا قشبُ
عقلــــت حيــــن رأيـــت الشّيب مشتعلاً= بالعارضيــن وأيـــن الشيب والشنـبُ
أصبحــــــت لا يزدهينـــــي شادنٌ غنجٌ= ولا فتـــــاةٌ لمــاها الخمــر والضّربُ
وكيـــــف يرجو وصـــال الغانيات فتـىً=معمــــــمٌ بــرداء الشيـــــب منتقـــبُ
ولـّــت بشاشـــة ذاك العمــر وانقرضت=والدّهـــر يُرجـع بالشــــيء الذي يهبُ